الأب: (يحاول السيطرة على صوته المرتعش) "كانت أمس، حوالي الساعة الواحدة زوالا. كانت تلعب أمام البيت ،ولما نادتها أمها للغذاء لم تجبها ،فخرجت تبحث عنها وخرجت معها ومعنا الجيران.الكل تجند للبحث ،فتشنا في كل مكان ياسيدي وكأن الأرض ابتلعتها"
الضابط مخاطبا الأم: "كيف تتركين الصغيرة تلعب لوحدها خارج أسوار البيت ؟"
الأم: (تمسح دموعها) "لا، ياسيدي! هي معتادة على ذلك أحاول الإبقاء عليها في البيت لكنها تملأ المكان صراخا حتى أذعن لها "
الضابط: "كم عمرها؟ وما مظهرها؟ أحتاج وصفًا دقيقًا."
الأم: "عمرها 5 سنوات لها شعر كثيف لكنه قصيراً، بشرتها فاتحة، وعيناها بنيتان. كانت ترتدي فستانًا أزرق ."
الضابط: "هل أخبركم أحدهم، الجيران مثلا، أنه راها وهي تلعب ؟هل تشكون في شخص يمكن أن يكون وراء اختفائها؟"
الأم: (تهز رأسها بسرعة) "لا، لا شيء. الجميع يحبها، هي هادئة جداً، يلاعبها الجميع "
الضابط: "وهل لكم خصومة مع أحد ؟ربما يود الانتقام منكما بهذه الطريقة ؟"
الأب: (يتردد قليلاً) "قبل أسبوع، كانت تذكر أن هناك شخصًا غريبًا يعطيها كثيرا من الحلوى والشكولاطة "
الضابط: (يكتب في دفتره) "هذا مهم. هل تعلمون أي شيء عن هذا الشخص؟"
الأم: (تجيب بسرعة) "هذا العم إبراهيم يا سيدي ،هو رجل طيب للغاية لايمكنه أن يقدم على ذلك ،فهو محبوب عند الجميع ،وعند الأطفال بشكل كبير ....لا لا لا يمكن اتهامه أستبعد ذلك"
الضابط: "حسنًا، سنبدأ بالتحقيق فورًا. سأحتاج إلى صورة حديثة لابنتكم وسنستدعي هذا العم إبراهيم أيضا"
الأب: (يسحب صورة من جيبه) "هذه صورتها. سأعطيكم كل ما تحتاجونه، فقط أرجوكم، أعيدوها إلينا!"
الضابط: (بصوت مطمئن) "نحن هنا لمساعدتكم. سنبذل قصارى جهدنا للعثور عليها في أسرع وقت ممكن."
وانطلق الأب والأم عائدين في انتظارشروع الشرطة في البحث.
"" """
انطلقت الشرطة في جمع الأدلة عله تتوصل بخيط رفيع يقربها من العثور على الفتاة،سلكت كل الازقة والدروب ومشطت كل الأماكن ،واستجوبت الكثير من المقربين والمشكوك في أمرهم.وكان العم إبراهيم من الذين عمقت البحث معه .فتوصلوا بالحجة والدليل أن العم إبراهيم لم يكن موجودا حينها بالمدينة بل سافر قبل خمسة عشر يوما إلى الصحراء ولم يعد إلا بعد يومين من اختفاء الفتاة.
عمقت الشرطة البحث ،وبذلت كل ما في وسعها لتتوصل إلى الفتاة حية أو ميتة.لكنها لم تعثر على أي دليل.
""""""""
استسلمت أسرة الفتاة المكلومة لقدرها،وطلبت أم الفتاة من زوجها أن يرحل بها إلى مدينة أخرى حتى لا تعاودها ذكرى ابنتها،وافق الرجل على طلب زوجته،وانطلقا إلى مدينة وجدة حيث أهل المرأة ،واستقرت العائلة المكلومة هناك.
""""""""
ومرت الأيام والسنون ، ثلاث سنوات خلت والالام يعتصر قلب الأم وهي لم تفقد الأمل أن ابنتها ستعود يوما،
وفي أحد الأيام طرقت الشرطة باب أسرة الفتاة بوجدة ،خرجت الأم إلى الطارق مستبشرة خيرا،لكنها تفاجأت بأن الشرطي يسأل عن زوجها ،فقالت في استغراب:
- "هل وجدوا ابنتي ياسيدي ؟أماتزال حية؟أين وجدوها؟أتراها بخير؟
لم تكمل حديثها حتى خرج الأب ،وقبل أن ينبس بكلمة،باغثه الشرطي :
- "يجب أن تذهب معنا"
- "هل من أخبار جديدة؟"
- " أجل هناك أخبار"
حاولت الزوجة مرافقته لكن الشرطي لم يسمح لها.
""""""
في مخفر الشرطة جلس الأب أمام الضابط ،وهو يحدق في وجهه .قال الضابط :
-"أتعرف لم استدعيناك من وجدة إلى أكادير مدينتك القديمة؟"
- لا ياسيدي استفسرت لكن لم يخبرني أحد.هل من أخبار عن ابنتي أسماء؟
تفرس الضابط في وجهه ثم قال:
- ماقولك في أن الأسرة التي تقطن بيتكم القديم والذي اختفت منه الفتاة ابنتكم قد عثرت على جثة فتاة صغيرة لا تتجاوز 5 سنوات أو 6 مدفونة في المحل الذي كنت تعمل به.وقد أخرجناها من الحفرة بنفس اللباس الذي وصفت زوجتك.ألديك ماتقول؟
طأطأ الرجل رأسه ،ثم رفعه وهو يقول:
-"وماذا عساي أقول ؟سأعترف بكل شيء"
- تفضل.
- في حقيقة الأمر ،كنت أشك في زوجتي،كنت أظنها تخونني مع أحد،وتضاعفت لدي الشكوك لما رزقنا بالبنت أسما ء.وجدتها لاتشبهني في شيء ،وبالمقابل لها ملامح رجل اخر كنت أشك به كثيرا.منذ داك الحين وأنا أفكر في كيفية التخلص منها.
في اليوم الذي اختفت فيه كنت قد اتفقت مع أحدهم ليستدرجها ويختطفها ثم يحتفظ بها إلى حين مجيئي وقد دفعت له كثيرا مقابل خدمته.
وعند عودتنا من الشرطة داك اليوم توجهت مباشرة إلى المكان الذي اتفقت فيه مع الخاطف.سلمته مبلغا كبيرا واشترطت عليه الابتعاد إلى مدينة بعيدة حتى تهدأ الأمور.
دسست لها سما في الحليب ،ولم يمهلها إلا بضع دقائق فأسلمت الروح لبارئها،وضعتها بثلاجة هناك بعد أن لففتها في كارتون وكيس أسود.
بعد مرور خمسة أيام على الاختفاء تحينت فرصة غياب زوجتي حيث كانت مع أختها وكنت قد أعددت الحفرة منذ مدة.فتسللت ليلا ولم يرني أحد من الجيران.فأودعت الجثة الحفرة وهي ملفوفة في الكيس والكرتون.خططت لكل شيء و أعددت كل شيء ،الإسمنت ،الماء،الرمل ،الزليج ...كل شي وأعدت الأمور كما كانت.
""""" بعد خبرة الحمض النووي ADN تم التأكد من أن الفتاة المقتولة من صلب الرجل.
تم الحكم على الرجل بالإعدام.وظل ضميره يعذبه في السجن في انتظار إعدامه.
النهاية
القصة: بوليسية واقعية .مع بعض التعديلات في الأسماء والاماكن
توقيع : عبد الكريم التزكيني
تعليقات
إرسال تعليق